دموع ودماء
في اكثر الايام بؤسا وحزنا ورعبا في حياتي وفي حياة اهالي مدينتي الجميلة حديثة الحبيبة المصادف 19 _11 _2005 حينما توقف قلبي عن نبضه الطبيعي الذي يفعم بالحيوية والحب والحياة الجميلة ......
استيقضت باكرا على صوت زوجي الحبيب مروان الذي كان يعمل مهندسا مدنيا في بلدية المدينة حينما كان يصلي صلاة الفجر حينها كانت الساعة قد قاربت الخامسة صباحا بقيت ممدة في فراشي وانا اراقبه عن كثب واقول في نفسي ماشاء الله ان مروان يزداد خشوعا في الصلاة والدعاء والذكر والا ستغفار اكثر فاكثر ....فحمدت الله كثيرا
لكني في ذلك اليوم لم اكن اشعر باي شيء غريب لااعرف لماذا انه كان بالنسبة لي يوم عادي كاي يوم حيث كان هذا اليوم بالذات يوم ذهابنا الى عاصمتي الحبيبة بغداد لغرض اجراء بعض الفحوصات الطبية وكنا في نفس الوقت متوجهين الى بيت خالي كنا نريد الذهاب انا وزوجي مروان وشقيق زوجي قحطان وكان يصغر زوجي سنا كان يريد الذهاب الى عمله كان يعمل على الحدود العراقية السورية ....
اخبرت زوجي باني سوف اذهب واحضر الفطور لغرض الذهاب باكرا فاذا به ينضر الي بنضرات غريبة كنت الاحض هذه النضرات قبل ذلك اليوم كثيرا ....لااعرف كانت نضرات غريبة تحمل في داخلها اشتياق وتحسر فبادرني بسرعة قائلا تعالي نتحادث سويا قليلا ثم اذهبي وحضري الفطور كانه يعلم انه لن يذهب فبدا يتكلم عن اشياء كثيرة وقصص لااعرف ماالداعي من سردها في ذلك الوقت وقال لي اشياء غريبة من ضمنها ...لو اننا توجهنا الى بغداد وواجهنا عصابة في الطريق وخيروك بيني وبين ان ياخذوك مني ماذا تختارين او ماذا سوف تفعلين لو حدث لي مكروه في الطريق هل تعرفين الطرق وبمن سوف تتصلين وان مت هل سوف تحزنين هل سوف تنسيني هل ...وهل ...وهل حتى نزلت الدموع من عيناي وبدات لااعرف ماذا اجيب فتوسلت اليه ان يتوقف عن هكذا كلام
وما ادهشني اكثر انه في تلك الليلة قضى معضم وقته في الاستغفار وكان كلما ينتهي من الاستغفار يخبرني لقد استغرت الفان مرة عسى الله يغفر لي ذنوبي ثم يعود ويستغفر مرة اخرى كان يحيرني من غابة ما يسمعني من كلام .......
بعدها نهضت بسرعة وتركته يغط في نوم عميق فجهزت الفطور ثم ايقضته فتناول الفطور مع شقيقه قحطان بينما قمت بتجهيز نفسي وتجهيز الملابس التي نحتاجها ووضعها في الحقيبة ,,,,,,,
بعد ذلك دقت ساعة الصفر حين دقت الساعة السادسة صباحا تاهبنا واستعدينا للذهاب الى بغداد اخذ زوجي مني حقيبة الملابس وسبقني بها الى السيارة التي كانت موجودة في كراج المنزل هرع بالحقيبة وهو ينزل من السلالم ثم تبعته وقمت بتوديع من كانوا في البيت وهم والد زوجي واسمه عايد احمد وزوجته والدة زوجي خديجة حسن وابنهم جاسب الذي كان يكبر زوجي بسنتين وكان يعمل في ضابط مرور وكانت معه زوجته ايهاب وابنهم الوحيد ابو بكر الذي يبلغ من العمر سنة ونصف وكانت زوجته ايهاب حامل بشهرين بينما ماكنت انادي على قحطان لغرض ان يذهب معنا فاذا بانجار ضخم ورهيب يهز المزل والشارع حتى تحطم الزجاج وتناثر واذا بي اسمع صرخة عالية من قبل زوجي مروان جعلتني ارتجف فهرعت انا والجميع مسرعين اليه فوجدناه مذهولا لدرجة عجيبة توجهنا اليه وسالناه ماهذا الانفجار قال انه انفجار على الهمرات الامريكية ,,,,,
مروان وماادراك قال ان شضية من شضايا الهمر التي فجرت قد كانت متوجهة الى راسه مباشرة لولا انه انزل راسه في صندوق السيارة لغرض وضع الحقيبة قال ان ربي حماني سبحان الله وكانت نفس الشضية اصابت باب المنزل وانغرست فيه من شدة قوتها ......
ليست النهاية لاتذهبوا بعيدا اكملوا هذا اليوم القاسي معي والله قلبي يتقطع وانا اكتب احداث ذلك اليوم ..
سكن كل شيء وتوقف كل شيء عن الحركة بعد الانفجار قررنا الغاء رحلة بغداد دخلنا جميعنا الى المنزل واخبرني زوجي الحبيب بان ننتضر حتى يستقر الوضع ونذهب ...
سبحان الله دخلنا وكانه يوم جميل البسمات تعلو وجوهنا والضحكات تملاء البيت لقد كنا عائلة رائعة بالفعل لن اطيل عليكم جلس الجميع في المطبخ وبدانا باعداد الفطور وتناول الجميع الفطور حتى مروان قال انا اريد ان اكل ثانية حتى جاسب الذي كانت وجبة الفطور بالنسبة له شيء ملغي تناوله معنا كانت الساعة قد اصبحت الثامنة والنصف حين دخل شقيق زوجي الاكبر الذي كان يسكن في بيت ملاصق لبيت زوجي واخوانه ولايوجد بيننا سور يفصلنا عنهم حيث كنا بمثابة بيت واحد
كان اسم شقيق زوجي الكبير جمال او خالو جمال لانه كان اخا لوالدتي من الرضاعة فكنت اناديه بخالو جمال وكانت زوجته اسمها نجلة ولديهم ولد واحد اسمه خالد يبلغ من العمر 13 عاما
كان خالو جمال قد استيقض على صوت الانفجار لكنه لم ينهض من فراشه حتى جاء الينا في هذا الوقت جاء الينا وفي عينيه فزع شديد كان ينضر الى عيون والدته كانه يريد منها ان تضمه الى صدرها وحينها نضر وقال امي تعالي وانضري الى بيتي لقد تحطم الزجاج باكمله هذه ثالث مرة اغير فيها زجاج المنزل من فعل الانجارات وسيارتي لقد اصيبت ايضا ,,ردت الوالدة وبصوت مرتجف يملاءه الحزن لايهم ياولدي المهم انك سالم كل سيء فداءا لك ولاخوتك رجع الى بيته وذهبنا معه وراينا ما حل بمنزله بعدها رجعنا وقمنا بتنضيف المنزل بينما انا انضف شاهدت سيارة كنت اعرفها نعم انها سيارة احمد الفنر السائق الذي كان ياخذني ورفيقاتي الى المعهد كانت فارغة وابوبها مفتوحة كنت اشاهدها من شباك غرفتي من على السطح في الشارع الذي يلينا ناديت على مروان فتعرف على السيارة قال نعم انها سيارته بعدها بلحضات سمعنا صراخا بالقرب من السيارة لكننا لانرى شيئا لانه بعدها انتشر جنود الغضب الامريكي على سطوح المنازل بدانا نبكي على صوت الصراخ لقد كانوا طلاب الكلية الذين قاموا بتاجير احمد ليوصلهم الى كليتهم في الرمادي حينها كان ينادي احد الطلاب على والدته ويصرخ بانه لم يفعل شيئا حيث كان الامريكان يقومون باعدام هؤلاء الطلبة مع سائقهم بعدها حل السكون مرة اخرى حين لاحضنا وجود جنود امريكان على سطح جارنا جبار الذي كان بيته يقع في اخر الشارع كانو بيت جبار قد تركوا بيتهم لانهم كانوا قد سمعوا عن وجود العبوة الناسفة فتركوا البيت لمدة ثلاثة ايام من شدة الخوف